مما لاشك فيه اخوتاه ان هذه الكبوه التى تحياها امتنا ستزول . وهذه الظلمة التى تتخبط فيها ستنقشع .
ولا شك ايضا ان سيادة البشرية وامتلاك زمامها وسياستها عائد رغم انف الحاقدين والجاهلين والكافرين الى امة سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم ففى الحديث الذى أخبرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم من أن هذا الدين سيبلغ كل مكان على هذه الأرض .
فعَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَلا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلا وَبَرٍ إِلا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الإِسْلَامَ وَذُلا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ "
ولكن لابد و أن يعي مسلمو زماننا - هذا الجيل الذي يتخبط فى أوحال القذامه والتبعيه الجيل الذي تربي في جحر الضب جيل القصعة المستباحه - انه لابد لتحقيق هذه العودة وازالة آثار هذه الظلمة وللقيام من هذه الكبوة - من اصول واسباب وتضحيا ت فمن اخذ بهذه الاصول و عمل بالاسباب وقدم هذه التضحيات فقد اعذر الى ربه والم يعاين بنفسه هذه النصرة ويعيش هذه الرفعة . الا انه سيفرح يوم لقاءه بربه بما قدم . وسيجزى بالخير خيرا وبالاحسان احسانا وذلك هو الفوز العظيم . ويبعث يوم القيامة على نيته .
أما من تخلى وركن الى الدنيا وعبدها وعاش لنفسه وشهواته وملذاته . فليعلم ان ملذاته سرعان ما ستنتهى وشهواته سرعان ما ستنقضى . وسيجد نفسه بعد عمر طال ام قصر مطلوب ومتهم فى محكمة العدل الالهى
وعندها لن يجد الا الحسرة والخسارة والندم حيث لا ينفع ندم . ولن يجد وقتها الا نفسه يلقى عليها اللوم. ولن يجد امامه الا النار . فيا لها من تعاسه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميلة، تعس عبد الخميصة، إن أعطي رضي وإن منع غضب، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش". فكل فرد فى هذه الأمه حتما سيسأل عما قدم لهذا الدين .
وفى هذه السطور القليله اود ان اشارك اخوانى الدعاة . والمخلصين من ابناء هذه الامة التى تحترق قلوبهم وتنهمر بالدمع عيونهم ويملء الحزن قلوبهم. على ما وصل اليه حال ابناءنا وشبابنا من التردى والمسخ . وعمق الجهل وتأصله فى المسلمين وتأخرهم وتخلفهم فى شتى ميادين الحياة . بل ونظرة الغرب اليهم على انهم ارهابيون حمقى رجعيون .
فهى مشاركتى فى دق ناقوس الخطر لأبناء امتى لينتبهوا ويستيقظوا
وهى سيفي الذى اخرجه من غمده واشهره فى وجه هؤلاء العبيد الاذلاء على سبيل احياء قلوبهم لينهضو من رقدتهم ويبصرو طريق آباءهم واجدادهم . طريق العزة والكرامة
اخوتاه
ان البضاعة الرائدة للدعاة والعلماء والربانيين المخلصيين هى الكلمة الصادقة بالدليل الثابت وقد سبقنا اشياخنا وعلمائنا بل وسلفنا السابقين الاولين من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان بتفصيل كل مسألة وتمهيد كل الطرق المؤداه الى السياده والرياده وازالة العقبات .
ولفت الانظار لاهمية التمسك بأصل هذا الاسلام العظيم الذى هو دين رب العالمين وهو العمل بالقرآن لا سيما فيما يتعلق بالعقيده . واخلاص التوحيد لله وتنقيته من كل شائبه تشوبه لانه لا يصلح مع الشرك عمل قال تعالى ((والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة ))
نعم القرآن انه السرالكامن وراء قوة هؤلاء الاوائل .(( فالقرآن هو كتاب هذه الدعوة وهو قوامها وكيانها وهو حارسها وراعيها وهو بيانها وترجمانها وهو دستورها ومنهجها وهو فى النهاية المرجع الذى تستمد منه الدعوة كما يستمد منه الدعاة وسائل العمل ومناهج الحركه وزاد الطريق.
ولكن ستظل هناك فجوة عميقة بيننا وبين القرآن ما لم نستحضر فى تصورنا أن هذا القرآن خوطبت به امة حية . ذات وجود حقيقي ووجهت به احداث واقعية فى حياة هذه الأمة . ووجهت به حياة انسانية حقيقية فى هذه الارض . واديرت به معركة ضخمة فى داخل النفس البشرية وفى رقعة من الارض كذلك . ولكى نحصل نحن ايضا من القرآن على قوته الفاعله
وندرك حقيقة ما فيه من الحيوية الكامنة ونتلقى منه التوجيه المدخر للمسلمين فى كل جيل .
ينبغى ان نستحضر فى تصورنا كما ذكرنا كينونة الجماعة المسلمة الاولى التى خوطبت بهذا القرآن اول مرة.
ومن ثم نشعر اننا نحن ايضا مخاطبون فى مثل ما خوطب به الجيل الاول .
وبذا سنرى القرآن حيا يعمل فى حياتنا نحن ايضا .
فهو كتاب الله ورسالته الاخيرة للبشرية فلما نهمله ونتركه الا نصدق ربنا
ام اننا فعلا لا نريد عزة ولا سيادة والفنا الذل وعشقنا الخنوع وتوجهنا لغير الله . قال تعالى (( وقال الرسول يا رب ان قومى اتخذو هذا القرآن مهجورا)).
انه كلام الله فهل عرفنا من هو الله حتى نعظم كلامه ونطيع اوامره وننتهى بنواهيه لكن حتى معرفة الله تأتى من القرأن. فهو الذى عرفنا ان السموات والارض مطويات بيمينه جلا وعلا. فهل نعرف ما فى السموات والارض
وهو الذى عرفنا عن نفسه فى كلامه وكتابه فقال وسع كرسيه السموات والارض فهل عرفنا الكرسى. وهو الذى قال عن نفسه تعالى ذكره ذو العرش المجيد. فهل عرفنا العرش هو سبحانه الذى اخبرنا ان الروم غلبت في أدنى الأرض فى القرأن ثم ثبت بتقصى الحقائق العلميه صدق هذا الكلام اى رب يكون وأى أله هذا العظيم سبحانه . كل هذا من القرآن
كتاب كا لقرأن يهجر يا امة القرأن كلام الله لا يسمع يا امة محمد
اوامر من الله ترد سبحان من بيده ملكوت السموات والارض ان قضية هجر القرأن. وتركه لهى البلية العظمى والطامه الكبرى وهى الداهيه الدهياء والفعلة الشنعاء التى كان من عواقبها ومالتها ما نراه الان فى واقع المسلمين .
من الجهل والفقر والتأخر والجرأة على دين الله بالمعاصى والتمادى فى الموبقات
لقد تحققت فينا مخططات اليهود واستطاعو تفريغ الجيل من محتواه الايمانى. لما هجرنا القرأن.
استطاعو قطع الصلة بيننا وبين الله لما هجرت القرأن.
استطاعو تفريخ جيل لا يعرف الله ولا يحب ان يعرفه لما هجرت القرأن
اخوتاه
ان القوم الذين نزل عليهم القرأن كانو اسوء منا حالا واشنع افعالا ولكن الفرق بيننا وبينهم ادراك دلالات ألفاظ القرأن نزل عليهم بلغتهم فسمعو ووعو وادركو عظمة هذه الكلمات وقدسيتها وعلوها ورفعتها وجلالتها وادركو جلالة من صدرت عنه تلك الكلمات المعجزات فاحبوه واقبلو عليه وعملوا به .
فكان منهم ما كان سادو الدنيا وعبدوا الناس لربهم واخرجوهم من الظلمات الى النور . وسطرو تاريخا لا تنساه البشريه .
ولكن سرعان ما خلفهم جيل فرط فى اصول عقيدته وباع دينه بعرض من الدنيا قليل فلما نزل قول الله
تعالى (( فخلف من بعدهم خلف اضاعو الصلاة واتبعو الشهوات فسوف يلقون غيا))
قال النبي صلى الله عليه وسلم باكياً ياجبريل تضيع أمتي الصلاة قال يا محمد يأتي أقواماً من أمتك يبيعون دينهمكله بعرض من الدنيا قليل.
والمتأمل لهذا البون الشاسع بين جيل الصحابه والقرون الثلاثة الخيره وبين اهل زماننا واحوالهم يجد عجبا عجابا .
وما هذا كله الا بترك القرآن وهجره كما قال تعالى (( وقال الرسول يا رب ان قومى اتخذو هذا القرآن مهجورا)).
فالنجاة النجاة
من اراد الدنيا فعليه بالقرآن ومن اراد الاخره فعليه بالقرآن ومن ارادهما معا فعليه بالقران ماذا ننتظر اذن .
ماذا نريد هل نريد شيئا غير الدنيا وغير الاخرة فماذا نريد
ورقة عمل .
اولا : الى الدعاة والعلماء واهل القرآن علمو الناس القرآن وكيف يعملو به ويجعلوه واقعا فى حياتهم
ثانيا : الى اخوانى واخواتى ممن امتن الله عليهم بالقراءة فقط اقبلوا على القرآن اقرأوه وتعلموا على الاقل معانى الكلمات لتتذوق معانى ما تقرأ ولا تكن كالاعاجم . فلعلك اذا فهمت تذوقت واحببت وعملت واخلصت فنجوت.
ثالثا الى اخوانى الذين لا يتمكنون القراءة خذ دورك وزاحم طلبة العلم عند العاة والعلماء وسل عما تسمعه من القرآن ولا تفهم معناه . كما تنتظر عند الطبيب وفى صفوف طابور العيش .
والله من وراء القصد