رئيس الكنيست: خرجنا من خسارة 73 ممسكين بسيوفنا جاهزين للحرب
كتب محمد عطية (المصريون): | 21-09-2010 02:04
لا تزال خسارة إسرائيل في حرب أكتوبر 1973 تمثل صدمة كبيرة في الأوساط الإسرائيلية حتى بعد 37 عامًا من انتهاء الحرب، والتي انتهت بوقف إطلاق النار بعد أسبوعين من انطلاقها، وتبعها بعد سنوات مفاوضات سلام انتهت بإبرام اتفاقية مع مصر، هي الأولى مع دولة عربية.
وقال يعقوب ريفلين رئيس الكنيست الإسرائيلي، إن إسرائيل التي تعرضت لهجوم مباغت من الجيش المصري في يوم عيد الغفران لاستعادة شبه جزيرة سيناء التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967، أخطأت عدة أخطاء فادحة "لا تغتفر" حينما لم تحسب لتلك الحرب كما ينبغي.
واعتبر أن على رأس تلك الأخطاء الإسرائيلية "الغطرسة والغرور والجهل الذي وصل لدرجة الإيمان الأعمى بمقدراتنا وقوتنا، علاوة على خطيئة خلط الحقائق ببعضها"، متهمًا القادة الإسرائيليين آنذاك بإلقاء الجنود في "الجحيم" دون أي معلومات استخباراتية أو خرائط وأدوات قتالية.
وتابع في انتقاداته خلال إحياء ذكرى قتلى الحرب الإسرائيليين أمس: "الأخطاء كانت شديدة الخطورة جلبت علينا الخراب وأدت إلى نتائج كارثية وضحايا بلا عدد أو حصر، هذه الأخطاء نتذكرها عاما وراء عام، ولا يمكننا الصفح عنها أبدًا ومسامحة أنفسنا ومسئوليتنا عنها"، حسب قوله.
وعلى الرغم من مضي كل هذه السنوات الطويلة دون صراعات عسكرية بين مصر وإسرائيل، وإقامة علاقات كاملة بين الجانبين، إلا أن رئيس البرلمان الإسرائيلي يقول إن إسرائيل تعلمت الدرس من الخسارة في حرب أكتوبر وأنها على أهبة الاستعداد إذا ما تعرضت لهجوم مماثل.
وأضاف: "على الرغم من رغبتنا في السلام إلا أننا تعلمنا بعد حرب 73 أن الواجب يقتضي البقاء كحراس يقظين ماسكين سيوفنا جاهزين لليوم الذي يتم استدعاءنا به، يوم التعبئة العسكرية العامة".
واستطرد: "الدرس الرئيس الذي تعلمناه من حرب أكتوبر هو ألا نغرق في بحور من الأوهام، أوهام الراحة والاستكانة على حساب الحقائق والوقائع وعدم الانغماس في تلك الأوهام من جديد"، محذرا من فكرة أن الإسرائيليين "ارتاحوا أخيرا وأنهم الآن في فترة هدوء، على حد قوله.
ولم يخف رئيس الكنيست شعورًا بالسعادة كغيره من الإسرائيليين من تحييد مصر في الصراع العربي – الإسرائيلي بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد في مارس 1979، بعد عامين من المبادرة التاريخية للرئيس الراحل أنور السادات بزيارة إسرائيل، وإلقاء خطاب داخل الكنيست في نوفمبر 1970.
وقال ريفلين إن "الإسرائيليين شعروا بعد توقيع اتفاقية مع مصر بعد سنوات قليلة من الحرب أن هناك على الجانب الآخر شريك سلام حقيقًا وناضجًا، وهو الشريك المستعد لفصل نفسه وعزله دولته عن الصراع العربي اليهودي، ولا يضع شروطًا مسبقة تجهض مفاوضات السلام، كما أنه الشريك الذي يتحدث إلينا نحن الإسرائيليين من فوق منصة الكنيست بشكل مباشر"، في إشارة إلى خطاب السادات بالبرلمان الإسرائيلي، مضيفا أن "شريك السلام عانق الإسرائيليين واحتضنهم فعانقوه".
وأضاف رئيس الكنيست متوجهًا إلى أهالي القتلى في تلك الحرب، إن "ظل حرب أكتوبر 1973 لا يزال ماثلاً وجاثمًا علينا وعليكم على مدار الأعوام بكل عبئه وثقله"، وختم قائلاً: "من يوم الغفران العام الماضي وإلى الحالي وحتى يوم الغفران العام القادم لا توجد كلمة يمكن تعزية أهالي القتلى من الإسرائيليين بها ونتمنى أن نكون جديرين ومستحقين للشرف والتفاني والعظمة الذين أعطاهم أبناؤكم لنا"، حسب قوله.